كتب الصحفي جاستن صلحاني تقريرًا لـ"الجزيرة" تناول فيه تفاصيل الهجوم الإسرائيلي على قادة من حركة حماس في الدوحة، والذي أثار إدانة شبه جماعية وتوصيفات بأنه تجاوز كل الخطوط الحمراء. وأشار التقرير إلى أن الغارة استهدفت القيادي المنفي خليل الحية، الذي برز كأحد أبرز المفاوضين بعد اغتيال يحيى السنوار في غزة وإسماعيل هنية في طهران العام الماضي. وأوضح أن قطر تستضيف المكتب السياسي للحركة منذ عام 2012 بطلب أمريكي رسمي.

ذكرت "الجزيرة" أن الهجوم جاء بينما كانت الدوحة تستضيف محادثات تهدئة لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وهي حرب أودت بحياة أكثر من 64,600 فلسطيني وأصابت نحو 163,000 منذ أكتوبر 2023. وأعقب القصف موجة تضارب في المعلومات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد أُبلغت مسبقًا بالهجوم.

أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سريعًا بالمسؤولية، مؤكدًا: "إسرائيل بادرت، إسرائيل نفذت، وإسرائيل تتحمل كامل المسؤولية". وأفادت وسائل إعلام عبرية أن العملية، التي سُمّيت "قمة النار"، استخدمت 15 طائرة مقاتلة أسقطت عشر قنابل، إضافة إلى طائرات مسيّرة. وأشارت إلى أن القصف استهدف قادة حماس المجتمعين لمناقشة مقترح وقف إطلاق النار الذي قدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكنهم نجوا، فيما قُتل ستة آخرون بينهم ضابط أمن قطري.

ندد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني بالهجوم، واصفًا إياه بـ"إرهاب الدولة"، متوعدًا بالرد ومشددًا على أن "مثل هذه الاعتداءات لا يمكن التغاضي عنها". وكشفت تسريبات إسرائيلية أن التخطيط بدأ قبل أشهر واستغرق ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر، مع تسارع الاستعدادات في الأسابيع الأخيرة. وخلال العملية تواجد نتنياهو في مقر جهاز الشاباك للإشراف المباشر.

رأى محللون أن إسرائيل سعت عمدًا لتثبيت وهم "الملاذ الآمن" في الدوحة حتى يطمئن قادة حماس إلى الاجتماع هناك، ثم باغتتهم بالضربة. وأوضح الخبير الدفاعي حمزة عطار للجزيرة أن هذه ليست عملية تُبنى في يوم أو يومين، بل تحتاج سنوات من التهيئة.

لم تُعرف على وجه الدقة الأجواء التي استخدمتها الطائرات الإسرائيلية، بينما نفت عمّان عبور أجوائها. ورغم تبرير نتنياهو بأن القصف جاء ردًا على هجوم في القدس الشرقية أوقع ستة قتلى، اعتبر محللون أن التوقيت مرتبط برفضه المتكرر للوساطات وبتزامن العملية مع مثوله في قضايا فساد.

أشارت الباحثة ميراف زونزاين من مجموعة الأزمات الدولية إلى أن الضربة دليل على أن إسرائيل "غير معنية بوقف إطلاق النار أو التفاوض"، واعتبرت مقترحات ترامب مسرحية سياسية لتغطية تنسيق مسبق مع تل أبيب. وربطت بين القصف وبين ضغوط على نتنياهو بسبب محاكمته، حيث عاد للمثول أمام المحكمة بعد توقف أكثر من شهر.

أوضحت الجزيرة أن الهجوم ترافق مع مطالبة إسرائيل للفلسطينيين بإخلاء غزة رغم عجز كثيرين عن النزوح مجددًا، ما ينذر بارتفاع الخسائر البشرية وسط اتهامات دولية متزايدة لإسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في القطاع الذي يشهد مجاعة معلنة.

أما بشأن الموقف الأمريكي، فأكد البيت الأبيض أن الجيش أبلغ الإدارة بالهجوم، لكن تفاصيل التنسيق بقيت غامضة. وقالت المتحدثة كارولين ليفيت إن القصف داخل دولة حليفة لا يخدم أهداف واشنطن أو تل أبيب، لكنها أضافت أن "القضاء على حماس هدف مشروع". وأوضح ترامب نفسه أنه لم يتخذ القرار بل نتنياهو، معبرًا عن عدم ارتياحه للضربة.

في المقابل، أكد المسؤولون القطريون أن الاتصال الأمريكي جاء بعد بدء الانفجارات في الدوحة بعشر دقائق فقط، ونفوا علمهم المسبق بالعملية. وقال المتحدث باسم الخارجية ماجد الأنصاري إن ما تردد عن إبلاغ قطر غير صحيح، مؤكدًا أن المكالمة وصلت "أثناء سماع دوي القصف".

هكذا، يبرز التقرير أن هجوم الدوحة لم يكن وليد اللحظة بل نتاج تخطيط طويل، وأنه فتح جبهة جديدة تهدد دور قطر كوسيط محوري، بينما يفاقم عجز الولايات المتحدة عن ضبط حليفتها الإسرائيلية ويضع المنطقة أمام مرحلة أكثر اضطرابًا.

https://www.aljazeera.com/news/2025/9/10/how-long-did-it-take-israel-to-plan-attack-in-qatar

https://www.aljazeera.com/news/2025/9/10/how-long-did-it-take-israel-to-plan-attack-in-qatar